الوقت كالسيف

موضوع: الوقت كالسيف الجمعة يونيو 03, 2011 12:26 am

الوقت كالسيف
بسم الله الرحمن الرحيم
الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك من منطلق هذه الحكمة نلوح بالحديث عن ثمرة
الوقت التى لا يرى كثير منا أهميته بل ينظر بعض الناس عدم الموضوعية فى هذا
الشأن ولكن يجب على كل شخص ان يجرب ذلك بنفسه ثم يحدد نتيجته، من منا يسير
فى يومه وفق جدول زمنى؟ من منا حقق هدفه بزمن محدد؟ فى الحقيقة ان الدول
الكبرى التى تكاد تملك العالم الآن لم تنجح على الإطلاق اي منها ما لم تكن
تهتم بالوقت وهو فى حد ذاته يعتمد على التخطيط والتنظيم. وفى مسألة صغيرة
اذا كنت انت مسئول عن صرف استحقاق لثمانية اشخاص ولم تهتم بالزمن حتى اغلق
البنك أبوابه اربعة منهم لا يملكون قوت يومهم اثنان منهم طلاب تبقت لهم
ساعات لتسديد الرسوم وإلا تجميد الدراسة واحدهم مسافر لحل قضية عاجلة
والأخير مريض لا يتحمل الغد انظر بسبب ضياعك للوقت كم عدد الذين الحقت بهم
الضرر لوحدك؟ ضع فى اعتبارك من من هم ينسدلون تحت هذا الهرم ثم اضف كثيرون
من أمثالك وفي مسألة اخرى اذا تواعدت مع شخص ما فى تمام الساعة التاسعة
صباحا ولم تأتى حتى الحادية عشر ظهرا على من ينحسب ذلك الزمن؟ فمن الممكن
أن ينجز مهمة اخرى فى هذا الزمن وممكن ان يصل به رحمه او ينوم لراحة جسده
هذا حال السودانيين حتى صار مثل شهير (زمن سودانيين) والوقت ليست للحياة
فقط بل للمات أيضا وهنا يعرفه الكثيرون عند سكرات الموت نسأل الله ان
نستفيد من زمننا فى طاعة الله سبحانه وتعالى قبل ان يدركنا الموت ونحن
غافلون وهو ضمن الأسئلة التى تنتظرنا يوم القيامة (عن عمره فيما افناه) وما
يجعل السودان فقيرا ومتخلفا ليست السياسة لوحدها ولا القبلية ولا الظروف
حتى، بل ضياع الوقت وعدم الإنتباه لذلك ويمكنك ان تجرى مقارنة بين موظف
انجليزى وموظف سودانى فتجد أن الأول يأتى عمله فى زمنه المحدد بالضبط
ويستغل وقته للعمل ويحرص على عدم الإنشغال بأى شاغل عن العمل ويكون قد وفر
قيمة اقتصادية للدولة وبالتالى رخاء له نفسه اما الثانى ان لم يتغيب تجده
كثير التأخير يفضل أموره الخاصة على العمل والسودانيين منشغلين بأمور كثيرة
داخل المكتب منها حياتهم الإجتماعية ومشاكل عوائلهم وللإفطار 30% من زمن
العمل الرسمى فضلا عن التكبر والتعالى وادعاء ضيق الوقت وكثرة المسئولية
خصوصا المدراء ورؤساء الهيئات الصغيرة اذا ما استثنينا الوزراء و كبار
المسئولين والسودان اخيرا بدأ يخطط ويلتفت لإدارة الوقت ولكن ليس هناك
تطبيق فعلى والسبب فى فى ذلك المسئولين انفسهم يناقشون ادارة الوقت ويجيزون
ذلك ولا يلزمون به من هم تحت ادارتهم ولا يطبقونه حتى فى انفسهم وبهذا
يمضى الوقت دون فائدة وما توجهت اليه الدولة ممثلا فى التخطيط الإستراتيجى
مجهود جبار وخطط طموحة ولكنها ظلت حبر على ورق ولم تلتزم الدولة بتنفيذها
ولم تفرض قيودا على ضبط العمل العام ولم تضع الإنسان المناسب فى المكان
المناسب لأن للنسب والحسب دور أقوى وبالتالى لا يستطيع الإدارى الناجح
إلزام كافة الموظفين بالرسميات والإنضباط واحترام الزمن فلربما يوصف
بالمتشدد ويتم فصله او نقله، وسنظل نستمر فى هذا التخلف وهذا العناء حتى
ندرك أهمية الوقت.