السياسة الأمريكة تجاه السودان لم تتغير على مر الأزمنة والحكومات المتعاقبة فلقد ظلت الأدارات الأمريكة تمارس ذات السيناريو في الخداع والتكذيب على السودان وهو ما يجعلها تبتعد عن هدفها القاضي بالهيمنة على دولة تعج بثروات ضخمة وأراضي خصبة متنوعة فضلا عن الموارد المختلفة. وقد وجدت امريكا صد ومقاومة محرجة في حقبتين من الحكم السوداني عندما كانت تتسلق للدخول في إستثمارت نفطية في عهد الرئيس الأسبق الراحل جعفر نميري إضافة لأكبر مصنع لإنتاج السكر ولكنها باءت بالفشل لأن نيتها لم تكن سليمة والحقبة الثانية في عهد الرئيس الحالي البشير الذي احرج الغرب بأكمله وتوجه إلى شرق آسيا واغلق ملف النفط وإستثمارات أخرى خصوصا أن امريكا تغمض عينها خوفا من دولة الصين التي وضعت يدها على تلك الإستثمارت, ولم تتردد امريكا في اتخاذ مختلف الأساليب من تهديد وترغيب وضغوط دولية بمساعدة اللوبي الصهيوني العدو الأول للسودان وهذا بدوره يبعد امريكا من التطبيع معه وآخر هذه الاساليب تحريض محكمة الغرب المسماة الدولية حيث لم تفلح بل دفعت بقوة إلتفاف المزيد من الشعب السوداني حول الرئيس البشير وفي ذات الوقت اسلوب آخر بوعود مشروطة تؤدي الى رفع العقوبات عن السودان وكانت هذه الوعود تعجيزية حسبما تراه الأدراة الأمريكية بإعتقادها أن السودان لن يقبل بتوقيع اتفاقية السلام وقد حدث السلام إلا انها تخلفت مرة اخرى عن وعدها ورهنت ذلك بشرط اقرب للمستحيل يقضي بفصل الجنوب ولكن السودان عمد أن يحرج الغرب ويستغنى عن جنوبه رغم خطورة هذه الخطوة وتم بكل صدق قبول فصل جنوب السودان وفق إرادة الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب بتوجيهات الغرب واذا كانت الإدراة الأمريكة منصفة وصادقة فعلا لرفعت العقوبات عن السودان قبل المشاركة في إحتفالات قيام دولة جنوب السودان ولكن البيت الأبيض لم يستحى أمام المجتمع الدولي لبين بوضوح الخداع والتكذيب وقرر على الفور رفع العقوبات عن جنوب السودان ومواصلة مسلسل الشروط على شمال السودان المسلم وطالما الأمريكان بهذا الغباء لم ولن تبلغ امريكا غاياتها وبما أنها يتم توجيهها من إسرائيل الإبن المدلل لدى الغرب فمن الأفضل للسودان عدم التعامل معها وهذه العقوبات فلتظل جدارا عازل ولربما اقتربت النهاية برفع الجنوبيين علم إسرائيل أثناء الإحتفال بدولتهم الجديدة مما يكشف النية المبيتة وهذه النهاية لم تكن نهاية امريكا واسرئيل فحسب بل نهاية ملف الدنيا الذي يطوى بعد زوال اسرئيل وبقاء الإسلام وحده في العالم وهناك مؤشرات واضحة يعرف سرها المسلمين وحدهم.